عن تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علاجها من منظور إسلامي … بقلم د/إباء طلال

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ

تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علاجها من منظور إسلامي

تعتبر البطالة من التحديات التي تواجه المجتمعات الإنسانية على مر العصور، ولا يكاد يوجد مجتمع إلا ويعاني من هذه المشكلة سواء أكان مجتمع من المجتمعات المتقدمة أو النامية، فضلاً عن المجتمعات التي تعيش تحت احتلال دولة أخرى كالمجتمع الفلسطيني. وأثبتت الإحصائيات أن نسبة البطالة في قطاع غزة في الربع الرابع لعام 2005م بلغت 28.2% أما في الضفة الغربية فهي اقل حيث بلغت 21.8%.أما في العام 2006م ففي الربع الأول للعام بلغت نسبة البطالة 31.1% في كٌلا من قطاع غزة والضفة الغربية. وانخفضت في الربع الثاني لنفس العام إلى 28.6%. (www.pcbs.gov.ps11/10/2006, موقع الجهاز المركزي الإحصائي الفلسطيني).
وفي هذا البحث ستحاول الباحثة تسليط الضوء على مشكلة البطالة في المجتمع الفلسطيني وأثرها على الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى محاولة وضع حلول جذرية واقعية وملائمة لطبيعة البيئة الفلسطينية التي تتصف بعدم الاستقرار سواء السياسي أو الاقتصادي وأيضاً الاجتماعي وستكون هذه الحلول مستقاة من الشريعة الإسلامية الغراء، فلا توجد أي مشكلة تواجه الإنسان إلا ويجد لها حلول وعلاجات عالمية في الدين الإسلامي. خاصة وأن الأنظمة الرأسمالية والاشتراكية لم تقدم أي حلول جذريه ناجحة لهذه المعضلة المتفاقمة. بالإضافة إلى إن هذه الأنظمة (الرأسمالية والاشتراكية) بدأت تعترف بغياب العدالة الاجتماعية التي تعتبر من أحد ثمار العولمة حيث وجد العالم نفسه أمام منظومة فيها 20% من البشر يملكون الموارد و80% لا يملكون هذه الموارد مما يترتب عليه ازدياد نسبة البطالة في العالم.
كما سيستعرض هذا البحث ماهية البطالة وأنواعها وآثارها السلبية على الإنسان والمجتمع الفلسطيني، والأساليب والوسائل المطروحة ومدى مناسبتها للشريعة الإسلامية، وسيتم وضع مقترحات منهجية للتخفيف من حدة البطالة وانتشارها وتأثيرها على النشاط الاقتصادي. مع وضع العلاج من وجهة نظر اقتصادية ومالية وشرعية ومعرفة الدور الواقع على المؤسسات الخاصة والأهلية في هذا المجال إن شاء الله.
Abstract
The unemployment considers from challenge which faces the human societies over the eras , and the point of a society producing except he is preoccupied with this former either a society belonged to the advanced societies or the excrescence , beside the societies which live under a occupation of an another state like the Palestinian society. Where the statistics stood firm delay the ascription of the unemployed in Gaza strip in the house the fourth verily a year 2005 meter 28.2% mothers went far in Western bank then she less where I/she/you attained puberty 21.8%. However in me2006 meter is for year then the first is in the house for year the ascription of the unemployed attained puberty 31.1% in me eat from Gaza strip. I/she/you was lowered in the second house let us break wind noiselessly for year to 28.6%. (www. Pub. Gov. Ps 11 / 10/2006), (a position of the Palestinian statistical central instrument).
A loyal of this search the researcher will try the pointing of the light on former of the unemployed in the Palestinian society I make soft her on Alfred and the society , in addition to an attempt he established a beginning of a suitable and actual radicalism for a nature of the Palestinian setting which the politician or the economist is characterized by the lack of the stability either plus the community this solutions will be drawn from the fledgling Islamic sharia , then are not found in other words the former of the human being opposition except the solutions found for her and worldwide physiotherapies in the Islam. A languid characteristic the capitalistic polities a ruler.

المبحث الأول
خطة البحث
المقدمة:
يعتبر موضوع البطالة من أهم المواضيع الاقتصادية والاجتماعية لأي دولة، ومن أكثرها خطورة، فكلما زاد عدد العاطلين عن العمل زادت خسائر الاقتصاد الوطني لأي دولة، وتزداد أهميه هذه الظاهرة في الدول النامية. حيث يوجد هناك 16 مليون شاب عاطل عن العمل في المجتمعات العربية حسب مؤتمر دافوس الاقتصادي، ويتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 80 مليون شاب عربي في العام 2013م. (www.arabia-edition.blogspot.com).
ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى زيادة الضغوطات على القطاعات الإنتاجية والخدمية فيها، بالإضافة لان البطالة لها أثار جسيمة سلبية على المستويين الاجتماعي والاقتصادي. إن انتشار البطالة يعني أضرار كبيرة ومفاسد خطيرة، حيث إذا لم يجد الفرد عمل يغنيه يتجه إلى ما يضر نفسه ويضر غيره من أبناء مجتمعه بالإضافة إلى اغتيال البطالة لأحلام الشباب وإغلاق أفاق المستقبل أمامهم.
فإذا كانت مشكله البطالة عالمية تعاني منها الدول المتقدمة والدول النامية، فان فلسطين المتمثلة في قطاع غزة والضفة الغربية تعاني من هذه المشكلة ولكن بشكل يختلف عن باقي دول العالم وذلك لوجود الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1948م واستيلائه على باقي أرض فلسطين في العام 1967م، وما يتبع ذلك من سيطرة الاحتلال على الموارد الطبيعية لفلسطين وعلى الحدود وحركة الصادرات والواردات في البلد.خاصة بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية.حيث أنها لم تتجاوز قبل قدوم السلطة الوطنية (5%) من مجموع القوى العاملة في فلسطين. ولكن بعد قدوم السلطة الوطنية في العام 1994م وإتباع إسرائيل لسياسة الإغلاق الشامل فقد كثير من العمال الفلسطينيين أماكن عملهم في الأراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1948م حيث تتجاوز في حالة الإغلاق الشامل (50%) (الميزان، 2002م ص19) والجدول التالي يوضح نسبة البطالة في المجتمع الفلسطيني منذ العام 1995م وحتى العام 2005م:
جدول رقم (1)
يوضح نسبة البطالة منذ العام 1995م وحتى العام 2005م
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2005م تجميع الباحث تيسير خضير.
من الجدول السابق يتضح أن نسبة البطالة في الضفة الغربية وقطاع غزة أخذه بالارتفاع عام بعد عام مع ملاحظة انخفاضها في العام 2005م. وبما أن المجتمع الفلسطيني من المجتمعات الإسلامية التي يجب إن لا يكون فيها فرد واحد عاطل عن العمل، إلا أننا نلاحظ انتشار البطالة فيها لعدة أسباب منها سوء التنظيم والإدارة والجشع والأنانية والاستغلال. (أبو ليله، 2005م، ص110). فالمجتمعات المسلمة تحظى بوجود كتاب الله وسنة رسوله ( التي يوجد بها علاج كافي وشافي لجميع مشكلات هذه المجتمعات ومن ضمنها مشكلة البطالة. والتي سيعمل هذا البحث على إيجاد حلول ومقترحات لعلاج مشكلة البطالة في المجتمع الفلسطيني ولكن ليست حلول موضوعه ولكنها حلول مستقاة من كتاب الله وسنه نبيه (، حيث سيتم التطرق إلى التعرف على ماهية البطالة وأسباب انتشارها في المجتمع الفلسطيني ومن ثم معرفة أثارها على المجتمع والفرد. وبعد ذلك سيتم معرفة الحلول التي قدمتها الشريعة الإسلامية لهذه المشكلة.

مشكلة الدراسة:
تعتبر مشكلة البطالة من المشكلات المركبة حيث أنها اقتصادية وسياسيه واجتماعية لها اثر قوي على الفرد قبل المجتمع الذي ينتمي له، فقد بلغت نسبتها للعام 2005م (49.3%) في قطاع غزة والضفة الغربية، وبما أن الشريعة الإسلامية عودت المسلم أن يجد ضالته بين طياتها فستحاول هذه الدراسة إيجاد علاج للبطالة المتفشية في المجتمع الفلسطيني من القران الكريم والسنة النبوية بما يناسب روح العصر وطبيعة وظروف المجتمع الفلسطيني وأن تكون علاجات قابلة للتطبيق فيه.

أهداف الدراسة:
التعرف على واقع مشكلة البطالة في المجتمع الفلسطيني –أسبابها وأثارها.
وضع علاج جذري لمشكلة البطالة قابل للتطبيق مستقى من كتاب الله وسنة نبيه (.
تقديم توصيات من الممكن أن تتبعها الجهات المعنية عن تحقيق التنمية في المجتمع الفلسطيني.
لفت الأنظار إلى أن الإسلام القي على عاتق المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية والأكاديمية واجبات يجب عليهم القيام بها تجاه الشباب العاطل عن العمل.
تقديم حلول لمحاربة السلوك السيئ كالكسل والاتكالية وانتظار فرص العمل وعدم السعي الذي ينجم عنهما تفشي البطالة.

أهمية الدراسة:
تظهر أهمية هذه الدراسة من أنها المحاولة الأولى من نوعها التي تقدم علاج لتحدى البطالة في المجتمع الفلسطيني، ولكن من منظور إسلامي بحث بعيداً عن القوانين الوضعية، هذا التحدي الذي يهدد المجتمع الفلسطيني، وسيعمل البحث أبضاً على وضع آليات واقعيه متكاملة تناسب ظروف المجتمع الفلسطيني تعمل على الجمع بين دور رجال الأعمال والمستثمرين والشركات التجارية والجامعات والمعاهد الفلسطينية والمؤسسات الأهلية وبين الشباب العاطل عن العمل في قطاع غزة والضفة الغربية.

منهجية الدراسة:
اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، حيث انه من أكثر المناهج العلمية المناسبة لدراسة هذه المشكلة.

المبحث الثاني
البطالة في المجتمع الفلسطيني
مقدمة:
في هذا المبحث سيتم التطرق إلى التعرف على مصطلح البطالة في اللغة والفقه الإسلامي والقوانين الوضعية ومن تم المقارنة بين تعريف الفقه الإسلامي والقوانين الوضعية. وبعد ذلك يتم التعرف على أنواع البطالة المتفشية في المجتمع الفلسطيني وأسباب انتشارها وما هي أثارها على الفرد والمجتمع؟.
ما هي البطالة؟؟
البطالة في اللغة: بَطَلَ الشئ – بُطلاً، وبُطُولاً، وبطلاناً ذهب ضياعاً ويقال بَطَل دم القتيل، وذهب دمه بُطلاً: إذا قتل ولم يأخذ له ثارٌ أو دية.و العامل وبطالة إذا تعطل فهو بطال. (المعجم الوسيط، 1960م، ص63) أي هي العطل والتعطل، الكسل والإهمال، الضياع والخسران، إتباع اللهو والجهالة والهزل. (عبيد، 1997م، ص75).

البطالة في القوانين الوضعية:
هي عدم توافر فرص العمل للعمال القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين عنه. (الرماني، 1999م، ص11). أي أنها الحالة التي يكون فيها المرء قادر على العمل وراغب فيه ولكنه لا يجد العمل والأجر المناسبين. (الشمري، 2005م، ص5) وهي تعطل غير إرادي عن العمل، بالنسبة للشخص القادر على العمل، ولا يجد عملا مناسبا. فإذا كان الشخص غير قادر على العمل بسبب العجز والشيخوخة أو المرض فلا يعتبر ضمن حدود البطالة. (عبيد، 1997م، ص77). وهناك من رأى أنها الفجوة بين النشاط الاقتصادي والعمالة. (صالح: 1992م،ص22) هي قصور في تحقيق الغايات من العمل لدى الإنسان. (www.mady19.nireblog.com (
وحسب ما يعرفه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فهي عبارة عن جميع الأفراد الذين ينتمون لسن العمل ولم يعملوا أبداً خلال فترة الإسناد في أي نوع من الأعمال، وكانوا خلال هذه الفترة مستعدين للعمل وقاموا بالبحث عنه بإحدى الطرق مثل مطالعة الصحف، التسجيل في مكاتب الاستخدام، سؤال الأصدقاء والأقارب أو غير ذلك من الطرق.

البطالة (التعريف الموسع):
لقد تم احتساب عدد العاطلين عن العمل في التعريف الموسع بإضافة الأفراد خارج القوى العاملة بسبب اليأس من البحث عن عمل إلى العاطلين عن العمل حسب مقاييس ومعايير منظمة العمل الدولية.

البطالة في الشريعة الإسلامية:
هي العجز عن الكسب في أي صورة من صور العجز سواء كان ذاتيا: كالصغر أو العته أو الشيخوخة أو المرض الذي يقعد عن العمل. أو غير ذاتياً: كالاشتغال في تحصيل العلم.
(عبيد،1997م، ص77)، فعن أبي هريرة ( قال: قال رسول الله (: “لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره، فيتصدق منه، فيستغني به عن الناس خير من أن يسال رجلاً أعطاه أو منعه ذلك فإن اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول”. (الشمري، 2005م، ص6). وهناك من رأى أنها كلمة مشتقة من الباطل وجرثومته. (اليد البطالة نجسه) (أبو ليله، 2005، ص110).

الفرق في التعريف بين القوانين الوضعية والشريعة الإسلامية:
عند استعراض تعريف البطالة في ُكلاً من الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية يتضح ما يلي:
فتح التعريف الوضعي لمصطلح البطالة الباب على مصرعيه للإنسان ليتحول من عاطل عن العمل إلى متسول بحجة أن من لا يجد عملاً مناسب له هو حسب المواصفات التي يضعها هذا التعريف يعتبر من البطالة.
ضيقت الشريعة الإسلامية التعريف فحصرته فقط في الإنسان العاجز عن الكسب لمن لا يستطيع ذلك. (عبيد، 1997م، ص79). حيث انه إذا كان هناك إنسان ذكر أو أنثى كان وله قدرة على العمل ولا يعمل فيعتبر متكاسل ولا يصنف حسب تعريف الشريعة الإسلامية ضمن من هم من البطالة. حيث قال تعالى (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا( (هود:61). وأيضاً قوله تعالى (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ( (الملك:15).
الشريعة الإسلامية لم تضع شرط الرغبة لدى القادر على العمل بل من التعريف يستقى أنه بمجرد قدرة الإنسان على العمل فيجب عليه البحث عن عمل ملائم له وإلا فهو يعتبر آثم في نظر الإسلام.
يمكننا القول أن البطالة من وجهة نظر الإسلام في التعريف الوضعي مخالفة صريحة لطبيعة الحياة وسنة الوجود. ولقد حذر الإسلام منها ونفر وتوعد عليها وانذر فقد قال تعالى (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا( (الكهف:7). أي أن الإنسان المصنف ضمن البطالة من وجهة نظر القوانين الوضعية هو مقصر ومتكاسل من وجهة نظر الشريعة الإسلامية (رجب، 2003م، ص1111)، وهو محاسب على ذلك ومعاقب أيضاً ولا يوجد له عذر ما دام الله قد منحه القدرة على العمل وسخر له الأرض والكون بما فيه لخدمته وللجد والعمل.
إذن البطالة في المجتمع الفلسطيني من رؤية إسلامية هي كل إنسان لا يستطيع العمل بتاتاً إما لأمر خارج عن إرادته كالعجز أو المرض المزمن أو العته أو الجنون. أو لأمر تحث سيطرته كطلب العلم وشعوره بعدم القدرة على الموازنة بين علمه وعمله وأنه سيؤثر سلبياً على احدهما فلا يستطيع الجمع بينهما وإتقانهما استنادا لقوله تعالى (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ( (التوبة:105). وأيضا قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا( (الكهف: 30). فهذا يصنف ضمن البطالة من منظور إسلامي.

كيفية حساب نسبة البطالة:
لحساب نسبة البطالة في أي مجتمع يتم الاستناد إلى القانون الآتي: (حشاد، 1996م، ص52)
نسبة البطالة = عدد العاطلين عن العمل × 100
إجمالي القوى العاملة
القوى العاملة: يقصد بها جميع الأفراد الذين ينتمون لسن العمل وينطبق عليهم مفهوم العمالة أو البطالة. (http://www.pcbs.gov.ps)

أنواع البطالة في المجتمع الفلسطيني:
للبطالة أنواع مختلفة فمنها “الإقليمية والاحتكاكية والتكنولوجية والقطاعية والهيكلية والموسمية والجزئية والسافرة والاختيارية والإجبارية” وسيتم في السطور القادمة التطرق إلى أنواع البطالة في المجتمع الفلسطيني محل الدراسة.

شكل رقم (1)
يوضح أنواع البطالة في المجتمع الفلسطيني

جردت بواسطة الباحثة

وفيما يلي شرح لهذه الأنواع:
البطالة السافرة: والمقصود بها وجود أفراد قادرين على العمل وراغبين فيه، ولكنهم لا يجدون عملاً، (www.mady19.nireblog.com (، وهذا النوع يعتبر من أكثر الأنواع التي تحظى باهتمام الجهات المعنية في قطاع غزة والضفة الغربية.
البطالة الإجبارية: وهي التي لا اختيار للإنسان لها، وإنما فرضت عليه أو ابتلى بها، فقد يكون سببها تعلمه مهنه ثم كسد سوقها لتغيير البيئة أو تطور الزمن. فقد يحتاج لآله وأدوات لازمة لمهنته ولكنه لا يجد مالاً يشتري به ما يريد، وقد يعرف التجارة ولكنه يفتقر لرأس المال الذي تدور به تجارته. (عبدالعال: 1994م، ص116).
البطالة الاختيارية: وهي بطالة من يقدر على العمل ولا يوجد ما نع لذلك ويؤثر أن يعيش دون عمل مع وجود فرص عمل في المجتمع مثل إدعاء التوكل والتفرغ للعبادة وأيضا المتسولين. ولقد نهى الإسلام عن ذلك، حيث أن الصحابة حدثوا رسول الله ( عن رجل كان يكثر الصيام والقيام والذكر فاعتقد القوم أنه أفضل منهم فقال لهم رسول الله (: “أيكم كان يكفي طعامه وشرابه، فقالوا: كلنا، فقال (: كلكم خير منه” (عبدالعال: 1994م، ص116).
البطالة الموسمية: وهي تحدث بسبب التغيرات الموسمية في النشاط الاقتصادي نتيجة للظروف المناخية أو التغيرات الدورية. (الرماني، 1999م، ص12) أي إن هناك مجموعه من الأعمال والإنتاج الذي يتم إنتاجه في مواسم معينه. كموسم قطف الزيتون والحمضيات في قطاع غزة والضفة الغربية. حيث أن العمال الذين يعملون في إنتاج المحاصيل الزراعية وبعد انتهاء المحاصيل لا يجدون عملاً.
البطالة الدورية: تحدث بسبب طبيعة النشاط الاقتصادي الذي يمر دورياً (كساد، ركود) وتخلق هبوط في الطلب على اليد العاملة، وهي مؤقتة تزول باستعادة النشاط الاقتصادي لحيويته وازدهاره. (البيان، 1996م، ص16)
البطالة الجزئية: وتوجد عندما يقل عمل الأفراد أو إنتاجهم عما يمكن إن يؤدوه أو ينتجوه فعلاً. (الرماني: 1999م، ص12)
البطالة المقنعة: وهي التي تحدث عندما يؤدي عامل ما عمل دون مستوى مؤهلاته أو أداء مجموعة لعمل يمكن أن يؤدي ويتقن بعدد أقل منهم. (حشاد:1996م، ص 56). وهناك من رأى أنها تعيين بعض الأشخاص في وظائف لا تعود بفائدة إنتاجية من ورائها، فالعمل الذي ينجزه خمسة يوكل إلى عشرة، أو خلق فرص عمل روتينية لا يجد فيها الإنسان قدراته وخبرته. (الشمري: 2005م، ص5) ويعتبر هذا النوع من أكثر الأنواع شيوعاً في الدول النامية ومنها فلسطين.

الأسباب الكامنة وراء تفشي البطالة في المجتمع الفلسطيني:
الاحتلال الإسرائيلي وسياسة طرد العمال من عملهم الذي كانوا يعملون به في الأراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1948م،
اختلال العلاقة بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات سوق العمل.
سياسة التوظيف المتبعة. (الحلفي، 1996م، ص119)
عجز سوق العمل عن استيعاب الخريجين.
إنشاء العديد من الجامعات والمعاهد التي تقدم تخصصات إما متكررة أو لا يحتاج لها سوق العمل.
قصور المعلومات عن سوق العمل. (الزواوي، 2004م، ص16)
عدم الاستخدام الرشيد للموارد المتاحة. (سوء الإدارة)
نظرة القصور التي ينظر إليها المجتمع لأصحاب الأعمال الحرفية والميل نحو التعليم الأكاديمي والوظائف الحكومية.
غياب روح التكافل الاجتماعي أي الافتقار لروح التواد والتراحم والتعاطف التي دعا إليها الإسلام أي أن ارتفاع نسبة البطالة في المجتمع الفلسطيني لا يشغل بال رجال الأعمال أو أصحاب رؤوس الأموال. (رجب: 2003م، ص1113)
هناك أسباب أخرى من وجهة نظر العاطلين عن العمل من الخريجين والجدول التالي يوضحها.

جدول رقم (2)
يوضح أسباب تفشي البطالة في المجتمع الفلسطيني من وجهة نظر خريجي الجامعات والمعاهد الفلسطينية لفترة 2001-2005م
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني كانون أول 2005م
من الجدول السابق يتضح أن من أكثر الأسباب لتفشي ظاهرة البطالة في المجتمع الفلسطيني هو قلة الطلب على التخصص فقد بلغت 93.6% في الضفة الغربية و75.4% في قطاع غزة ومن أسبابها افتقار التنسيق بين البرامج التي تدرسها الجامعات والمعاهد وسوق العمل. والافتقار لرأسمال لفتح مشاريع خاصة حيث بلغت 65.3% في الضفة و64.6% في قطاع غزة (بسبب عدم تحمل رجال الأعمال والمؤسسات المالية لمسئوليتها تجاههم) ومن تم محدودية العلاقات الشخصية بنسبة 52% في الضفة الغربية و53.1 في قطاع غزة (التي أسهم تفشي الواسطة والمحسوبية في المجتمع الفلسطيني إلى الحاجة إليها عند بحث العاطلين عن العمل على عمل يناسبهم).

الآثار المتربة على تفشي البطالة في المجتمع الفلسطيني:
البطالة تعني ترك بعض الإمكانات المتاحة للمجتمع دون استغلال، وهذا يعني إهدار للموارد. ويجدر الملاحظة إلى إن عنصر العمل يختلف عن بقية العناصر الأخرى في أنه غير قابل للتخزين، فالعمل إذا لم يستخدم في حينه فانه لن يستخدم أبدا، ومن ثم هذا بدوره يؤثر سلبياً على عنصر الإنتاج. (صالح: 1992م، ص78). أيضا للبطالة أثر سلبي على عنصر الاستهلاك والصادرات والواردات ومن تم ميزان المدفوعات. بالإضافة إلى ما سبق هناك الاضطرابات الأسرية التي تحدث بسبب البطالة، وحيث تكثر الجريمة في أوساط الشباب العاطل عن العمل كالقتل والسرقة وغيرها، حيث قال احمد ابن حنبل: (إذا جلس الرجل ولم يحترف دعته نفسه إلى أخذ ما في أيدي الناس حتى لدى غير المسلمين داخل الدولة الإسلامية). (صالح: 1992م، ص78) بالإضافة إلى معاناة هؤلاء الشباب من الفقر والحاجة والحرمان، وتخلف أوضاعهم الصحية، أو تأخرهم عن الزواج وإنشاء الأسرة، أو عجزهم عن تحمل مسؤولية أسرهم وتفيد الإحصاءات العلمية إلى أن للبطالة أثر سلبي على الصحة النفسية، كما لها أثارها سلبية على الصحة الجسدية. فكثير من العاطلين عن العمل يفتقرون لتقدير الذات، والشعور بالفشل، وسيطرة الملل عليهم، واليقظة العقلية والجسمية منخفضة.بالإضافة لهذه الآثار هناك مشكلة سببها الرئيس هو البطالة وهي مشكلة هجرة الشباب وترك الأهل والوطن للبحث عن لقمة العيش خارج ارض الوطن.(www. Balagh.com). ومن الممكن القول أن البطالة تعمل على تقليل سنوات العمر الإنتاجي للفرد، حيث يهدر أكثر من نصف عمره تقريبا بين سنوات التعليم الجامعي والبحث عن العمل. مما يترتب عليه إضاعة الشاب لنصف عمره دون استثمار امثل لوقته وجهده. (عبد ربه: 1988م، ص99). ومن الجدول التالي سنلاحظ نسبة من هم في سن الشباب من بين العاطلين عن العمل في المجتمع الفلسطيني:

جدول رقم (3)
يوضح نسبة البطالة في فئة الشباب للعام 2001م
موقع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني
يلاحظ من الجدول السابق ارتفاع نسبة البطالة لدى الشباب من سن 15 إلى 34 عاماً حيث بلغت نسبة العاطلين عن العمل في الضفة الغربية من الشباب حوالي (63.7%) أما قطاع غزة فقد بلغوا (80.1%). مما يتيح الفرصة بشكل اكبر لانتشار الأمراض الاجتماعية والنفسية في المجتمع الفلسطيني والتي تؤثر بشكل سلبي على حياتهم وحياة أسرهم.

المبحث الثالث
طرق علاج الشريعة الإسلامية لتحدي البطالة والية تطبيقها
في المجتمع الفلسطيني
مقدمة:
إن رأس مال أي أمه ناهضة هو جهد بنيها، وكدحهم وراء الرزق، واعتصارهم أسباب الحياة والعمل على البحث عن حياة كريمه لهم. (أبو ناعم: 2002م، ص 8). ولم يغفل الإسلام منذ بزوغ فجر عن تقديم حلول وعلاجات للمشكلات التي تقف في طريق تقدم أبناء الإسلام، وتمنعه من المساهمة في بناء مجتمعة المسلم، ومن هذه المشكلات البطالة فبعد التعرف على البطالة وأنواعها وأسبابها وأثارها على المجتمع الفلسطيني في المبحث السابق. وفي هذا المبحث سيتم التطرق إلى وسائل علاجها من منظور إسلامي.
لقد اهتم الإسلام بعدة أمور من شانها توسيع نطاق وخلق فرص عمل من الممكن أخذها كسياسات وبرامج لمعالجة مشكلة البطالة وتتضمن هذه السياسات ما يلي:
أولاً: الزكاة علاج للبطالة:
نعتبر الزكاة حق وليس منَه أو تفضلا من الأغنياء على الفقراء، بل إن الأغنياء إذا لم يؤدوها عوقبوا على ذلك، بل ويجب على ولي الأمر أن يحصلها منهم بالقوة إن أنكروها أو أبوا إن يؤدوها، كما فعل أبو بكر الصديق ( عندما حارب المرتدين بسبب منعهم الزكاة بعد وفاة الرسول (. (أبو ليله: 2005م، ص108).
حيث إن للزكاة دور في القيام بما يلي:
الزكاة تقوم بعملية إعادة توزيع للدخل فهذا يقلل من حدة التفاوت في الدخول مما يؤثر بشكل إيجابي على تقليل البطالة.
تقوم الزكاة بعملية نقل وحدات من دخول الأغنياء إلى الفقراء. ومن المعروف أن الأغنياء يقل عندهم الميل الحدي للاستهلاك ويزيد عندهم الميل الحدي للادخار.أما الفقراء فعلى العكس يزيد لديهم الميل الحدي للاستهلاك ويقل الميل الحدي للادخار وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب الفعال. ومن تم زيادة الطلب على السلع الاستهلاكية فتروج الصناعات الاستهلاكية ويؤدي ذلك إلى رواج السلع الإنتاجية المستخدمة في صناعة السلع الاستهلاكية وبذلك يزيد الإنتاج وتزيد تبعا لذلك فرص العمل الجديدة. (الكفراوي: 2000م، ص304).
أي أن دور الزكاة يظهر جلياً عندما يكون هناك إنسان لديه مهنة أو حرفه ولكنه يحتاج إلى الأدوات والآلات اللازمة لهذه المهنة ولا يجد المال ليشتري به ما يريد وهنا يأتي دور الزكاة وتنجلي وظيفتها. وتعتبر الزكاة مصدر من مصادر تمويل المشاريع لكل ذي تجارة أو حرفة تحتاج إلى مال ولكنه غير موجود.و تكمن وظيفة الزكاة الحقيقية في تمكين الفقير من إغناء نفسه بنفسه بحيث يكون له مصدر دخل ثابت يغنيه عن طلب المساعدة من الغير.فمن الممكن إعطاء العاطل القادر على العمل ما يمكنه من العمل أو يدربه على عمل لا يجيده يحترفه أو يعيش منه. ومن الزكاة أيضاً من الممكن إقامة مشروعات جماعية كمصانع أو متاجر أو مؤسسات تعمل على خلق فرص عمل لهؤلاء العاطلين عن العمل. (الاقتصاد الإسلامي: 1987م، ص4) ولكي تنجح هذه المشاريع لابد من ضخ أموال لدعم القطاعات الصناعية والحرفية والزراعية والخدمية وأيضا التجارية لتستطيع إيجاد فرص عمل مستقره لقطاعات أوسع من العمال تعتمد على أساليب إنتاجية محلية وبرؤوس أموال ذات مردود اجتماعي تعمل على مساعدة العمال على امتلاك المصانع الصغيرة، والورش. (صامد: 1996م، ص166). ولم يتوقف الإسلام عند هذا الحد بل أمر بإنشاء صندوق الزكاة ومؤسسة الوقف،وقد تم تأسيس صندوق الزكاة في وزارة الأوقاف والشئون الدينية في فلسطين وذلك في العام 1994م. ومن أهداف هذا الصندوق توزيع الزكوات والصدقات ومساعدة الفقراء والمحتاجين من الناحية المادية والاجتماعية، ومساعدة طلية العلم الفقراء وإيجاد كفي للأطفال الأيتام، والعمل على تحويل الأسر الفقيرة إلى اسر منتجه ومساعدة العجزة والمسنين والمعاقين عقليا وحركيا وغيرها من الأهداف. (الرفاتي: 2006م، ص7) وهذه المؤسسات تعمل في العالم الغربي. حيث أثبتت الدراسات أن المجتمع الأمريكي والأوروبي يخصص أفراده 20% من دخولهم لصرفها على المجتمعات غير المدنية وعلى جمعيات حقوق الإنسان والجمعيات الخيرية. (الزواوي:2004م، ص156).
ومن هذا المنطلق قامت الباحثة بإجراء عملية حسابية لنسبة الزكاة على أرباح شركة الاتصالات الفلسطينية وهي أحد الشركات العاملة في قطاع غزة والضفة الغربية برأس مال مدفوع (67.464.05 دينار أردني) وذلك على سبيل المثال لا الحصر لمعرفة قيمة الزكاة التي تجب على الشركات العاملة في فلسطين دفعها (عروض التجارة) فيلاحظ أن مبلغ الزكاة لديها كالآتي:
جدول رقم (4)
يوضح حصيلة الزكاة لشركة الاتصالات الفلسطينية للعامين 2004م و2005م
بالدينار الأردني
البيانات المالية لشركة الاتصالات الفلسطينية المساهمة العامة المحدودة
حصيلة الزكاة إجراء الباحثة
أيضا من الممكن أن يتم حساب حصيلة الزكاة على الناتج المحلي للقطاعات الاقتصادية المختلفة كالآتي:
جدول رقم (5)
يوضح حصيلة الزكاة على قطاعات الاقتصاد الفلسطيني
المبالغ بالدولار الأمريكي
www. Gucciaac.org مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للعام 2004م
حصيلة الزكاة إجراء الباحثة
من الجداول السابقة يتضح أهمية وجود مصدر من مصادر تمويل المشاريع وهو الزكاة سواءً تحصيل الزكاة من القطاعات الاقتصادية المختلفة أو من الشركات العاملة في فلسطين، حيث يظهر أن لها دور فعال في تحقيق التنمية وخلق فرص عمل جديدة لو انه يتم تحصيل الزكاة منها.ولكن ما يحدث اليوم أن الزكاة توجه فقط لسد الاحتياجات الأساسية ولا توجه لتحقيق التنمية في المجتمع مما أدى إلى عدم وجود دور ملموس لها في التقليل من حدة البطالة. لذلك يتوجب على الجهات المسئولة أن توجه أموال الزكاة توجيه سليم لحل هذه المعضلة المسماة بطالة. وان تسن تشريعات من قبل المجلس التشريعي تلزم القطاعات الإنتاجية والشركات بإخراج الزكاة. بالإضافة إلى أن هناك من رأى أن الزكاة عبارة عن خندق يجب أن يتخندق فيه المجتمع الفلسطيني لمواجهة غياب العدالة الاقتصادية والاجتماعية والتي من مظاهرها تفشي البطالة.
ثانياً: الدعوة إلى تعلم الحرف (المشاريع الصغيرة وإدارتها):
لقد روى الأمام البخاري عن أنس بن مالك أن رجلاً من الأنصار أتى للرسول ( فسأله (أي سأله حاجه)، فقال رسول الله (: أما في بيتك شئ، فقال الأنصاري: بلى، حلس (أي كساء غليظ) نلبس بعضه، ونبسط بعضه وإناء نشرب فيه الماء فقال رسول الله (: ائتي بهم.فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صل الله عليه وسلم بيده وقال: من يشتري هذه،فقال رجل: انا فأخذهما بدرهمين فأعطاها إياهما رسول الله، فأخذها منه وأعطاها للأنصاري وقال: اشتري بأحدها طعاماً فانبذه إلى اهلك واشتري بالأخر قدوما فائتني به فأتاه به فشد به رسول الله عوداً بيده ثم قال: اذهب واحتطب وبع ولا أرينك إلا بعد خمسة عشرة يوما ففعل الرجل وعاد لرسول الله ( بعد انقضا المدة وقد أصاب 10 دراهم فاشترى ببعضها ثوباً وببعضها الأخر طعاماً، فقال رسول الله: (هذا خير لك من أن تجئ والمسالة نكته في وجهك يوم القيامة) من الحديث السابق نستنتج ما يلي:
استخدام رسول الله لاستراتيجيات سباقة، سبق بها الإسلام كل النظم التي لم تعرفها البشرية إلا بعد قرون طويلة من ظهور الإسلام، وهي:
لم يعالج الرسول مشكلة السائل المحتاج بالمعونة المادية الوقتية.
لم يعالج الرسول المشكلة بالوعظ المجرد والتنفير من المسالة.
جعله رسول الله بهذه الآلية أن يعالج مشكلته بنفسه وبشكل ناجح.
تعليم الرسول للرجل السائل وللبشرية بضرورة استغلال الموارد المتاحة وان صغرت في حجمها أو نوعها.
إرشاد الرسول للرجل للعمل الذي يناسب شخصيته وقدرته ومهارته وظروفه والبيئة التي يعيش بها.
أعطاه الرسول ( فترة زمنية خمسة عشر يوماً ليعرف مدى ملاءمة هذا العمل للرجل وهل يحتاج لعمل أخر أم لا. (عبيد: 1997م، ص107).
هيئ الرسول ( له ظروف العمل وآلته عندما اخذ الآلة وشدها بحبل.
خلق رسول الله علية الصلاة والسلام في نفس الرجل روح المبادرة للعمل وتحدي الصعاب.
أصبح هذا الرجل صاحب لمشروع صغير بلغة العصر الحديث.
ومن الممكن للمجتمع الفلسطيني إن تتكاتف فيه جهود المؤسسات المعنية من حكومة وقطاع خاص ومؤسسات أكاديمية ومالية للقيام بالاتي للمساعدة في تهيئة ظروف العمل للعاطلين عنه:
الاهتمام بتدريب العمالة العاطلة على طرق جديدة ومهارات يستطيعون بعدها الاعتماد على أنفسهم. والتركيز على المهن التي تحتاج إلى الأساليب الفنية والتكنولوجية لمراعاة روح العصر الحالي (ماهر: 2000م،ص356). بالإضافة إلى العمل على تعزيز مخرجات التدريب في المستوى الماهر الحرفي بمشاركة المؤسسات الصناعية والتجارية قي عملية التدريب وإنشاء وحدات وبرامج تدريبية متخصصة بذلك.والقيام بتحديث وتوسيع مجالات إعادة التدريب للخريجين الجدد خاصة للتخصصات التي تعاني من بطالة كبيرة (أبو سليم: 1997م، ص15).
مساعدة العاطلين عن العمل على القيام بمشروعات خاصة بهم كما فعل عليه الصلاة والسلام وذلك بتوفير رؤوس الأموال لهم سواء عن طريق أموال الزكاة أو القروض الحسنة ومساعدتهم في تصريف منتجاتهم، وتزوديهم بالخامات بأسعار المناسبة لضمان سير عملهم. (ماهر: 2000م، ص356).
الاعتماد على وسائل الإعلام من إذاعات وأجهزة مرئية وصحف ومجلات لتوضيح أن الحرفة عمل شريف لا ينتقص من قيمة العامل بها بل بالعكس تجعله يشعر بأنه إنسان له قيمة ووجود في الحياة ويساهم في بناء المجتمع. فقد قال عليه الصلاة والسلام “إن النفس إذا أحرزت قوتها استقرت”.
تأمين حقوق العمال أي الأجر مقابل العمل، وذلك بوجود نقابات عمالية تقوم بدورها على أكمل وجه، مع مساواة جميع العاملين المنتسبين لها دون تفرقة بينهم.
معاونة العاطلين على العمل في إعداد دراسات جدوى لكل مشروع يعتزمون القيام به بعد حصولهم على دورات تدريبية لتعليم حرفة ما للتأكد من إتقان العامل للحرفة ولضمان نجاح المشروع من ناحية اقتصادية وتحقيقه لعوائد مالية.
العمل على إمداد الشباب بالآلات والمعدات اللازمة وتوفير مستلزمات الإنتاج لهم في الوقت المناسب والسعر المناسب.
المساعدة في تسويق منتجاتهم إذا كانت مشاريع إنتاجية كمصانع الخياطة مثلاً.
أن تعمل الدولة على منح إعفاءات ضريبية لهذه المشاريع وتقديم تسهيلات لدعم إنتاجهم وزيادة قدرتها على النمو والاستمرار. وتقديم الحوافز الاستثمارية لهم والعمل على دعمهم.
إعطاء المؤسسات الأكاديمية المختصة دورات في إدارة هذه المشاريع والتركيز على كيفية التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة وقيادة هذه المشاريع لضمان نجاحها إدارياً.
ولتوضيح مدى أهمية ما فعله الرسول ( مع هذا الرجل وكيف انه وجهه للاعتماد على نفسه يلاحظ أن الدول المتقدمة تعتمد وبشكل أساسي على المشاريع الصغيرة فمثلاً ايطاليا 2مليون و300الف مشروع صغير. وأوروبا 30% من اقتصادها للحكومة والشركات الكبرى و70% للمشروعات الصغيرة.أما أمريكا فقد وفرت 15 مليون فرصة عمل في العشر سنوات الأخيرة من المشروعات الصغيرة. (www.arabic-edition.blogspot.com(.
ثالثاً: نظام الحمى (إحياء الأرض الموات):
وقد قام به ( وسيدنا علي ابن أبي طالب، وهو عبارة عن منح قطعه من الأرض للعاطلين عن العمل لاستصلاحها، فمن الممكن أن تقوم الجهات المعنية بإعطاء بعض الأراضي التي حررت في قطاع غزة في العام 2005م من الاحتلال الإسرائيلي لبعض العاطلين عن العمل لاستصلاحها لفترة زمنية معينة. وبعد ذلك يتم التعرف على التغيرات التي طرأت على هذه الأرض. وتقر الشريعة الإسلامية إلى أن من يحيي ارض فهي ملك له. وبالتالي هذه مكافئه له إذا استصلحها بالزراعة أو البناء، أما إذا أهملها فيتم أخذها منه بعد انقضاء الفترة الزمنية المحددة لقوله ( “ليس للمحتجب حق بعد ثلاث”. وفي هذا يكون تطبيق لقوله تعالى (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا( (هود:61). ومن تم يتحقق هدف أعمار الأرض التي خلق الله الناس لأجله بعد تحقيق هدف العبادة.
رابعاً: الوقف الخيري:
الوقف في اللغة: الحبس والمنع.
الوقف في الشرع: حبس مال يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه، بقطع التصرف في رقبته على مصرف مباح. (عبيد: 1997م، ص114)
والأصل في ذلك حديث ابن عمر فقد قال: أصاب عمر ابن الخطاب أرضاً بخيبر، فأتى النبي ( فقال له: لم اصب مالاً – قط – هو أنفس عندي منه، فما تأمرني به، قال رسول الله (: “إن شئت حبست أصلها، وتصدقت بها” فتصدق بها عمر للفقراء. وهذه كانت أول وقف في الإسلام ولم يكن معروف هذا النظام قبل الإسلام، ولقد حثت السنة عليه وشجعت على ذلك فقد روى أبو هريرة أن النبي ( –قال: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”. وقد فسر العلماء الصدقة الجارية بالوقف. (عبيد: 1997م، ص115) أي أن الأغنياء في المجتمع وميسوري الحال إذا أوقفوا أراضيهم أو مبانيهم لاستثمار ها من قبل العاطلين عن العمل فانه يساهم في التنمية الاقتصادية للبلد،وخلق فرص عمل لهم.
خامساً: الدعوة إلى العمل الصالح وترك التواكل:
المسلم في المجتمع الإسلامي مطلوب منه أن يعمل، ومأمور أن يمشي في مناكب الأرض ليكسب مالاً يسد به حاجاته، ويحفظ به ماء وجهه، ويكون عزيز النفس، عفيف الطبع، ولا يجوز له الإعراض عن العمل فإذا لم يكن للفرد عمل لنفسه لا ضير لو عمل عند غيره.حيث ورد عن أبي ذر الغفاري قال: سالت رسول الله أي العمل أفضل، قال: “إيمان بالله، وجهاد في سبيله، قلت: فأيي الرقاب أفضل، قال أغلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها، قلت: فان لم افعل قال: تعين ضائقًا أو تصنع لأخرق” مما سبق يتضح انه لابد للشباب الفلسطيني العاطل عن العمل أن يعمل،ويبحث عن العمل وعن منافذ الرزق، ولا يجوز له أن يكون عالة على غيره، وعبئاً على المجتمع يأخذ من الحياة ولا يعطيها.
والمسلمين اليوم لن يصنعوا قراراتهم بأنفسهم ولن يستعيدوا قدراتهم التي احتلها الاستعمار بكافة الأشكال إلا إذا أكلنا من عمل أيدينا، واعتمدنا على الله ثم على أنفسنا.
بالإضافة إلى ذلك على الشباب الفلسطيني ألا ينتظر العمل المناسب له، بل يجب عليه استغلال الوقت والعمل بما هو متاح لديه. أفضل له من أن يصنف ضمن البطالة في المجتمع الفلسطيني.فقد قال عليه الصلاة والسلام: “والذي نفسي بيده، لأن يأخذ أحدكم حبل فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله، أعطاه أو منعه” ولا يجوز للشباب الفلسطيني الإعراض عن العمل إلا إذا كان عملاً محرماً ومخالفاً للشريعة الإسلامية، ولا يجوز له أن يبقى ينتظر الفرج والرزق من الله عز وجل، بل لابد من السعي والبحث في كل مكان وعدم التواكل.فقد قال سيدنا عمر (: السماء لا تمطر ذهباً.
سادساً: الحث على القرض الحسن:
قال عليه الصلاة والسلام ليلة اسري به: رأيت على باب الجنة مكتوب الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشر، فقلت: يا جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة، قال عليه الصلاة والسلام: لأن السائل يسأل وعنده، والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجه. ويقول أيضا رسول الله “ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إلا كانت كصدقتها مره” (عبيد: 1997م، ص115) فلخفض نسبة البطالة يحتاج المجتمع إلى تمويل المشروعات الصغيرة فهنا يجب التركيز على تقديم القروض الحسنة من المصارف الإسلامية ومؤسسات الإقراض الإسلامية والبعد عن القروض بأسعار فائدة (الربا).
حيث أن أسعار الفائدة (الربا) تعتبر سياسات غير مجدية، لأن ارتفاع الفائدة يجعل المستثمرين الصغار (العاطلين عن العمل الذين توجهوا نحو المشروعات الصغيرة والحرف) يحجموا عن الاقتراض، ومن تم الاستثمار خاصة أن المصارف العاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة غالبيتها مصارف ربوية باستثناء مصرفين فقط إسلاميين، فهذه المصارف الربوية تضع معدل فائدة (ربا) مرتفع لتشجيع أصحاب الودائع على إيداع أموالهم لديها، وارتفاع سعر الفائدة يؤدي إلى ارتفاع التكاليف على أصحاب المشاريع الصغيرة، مما يؤدي إلى انخفاض الموارد المالية وتقليص دعم هذه المشاريع.
سابعاً: اعتماد التخطيط السليم كأداة أساسية لإدارة عملية التنمية:
أيضا من وسائل العلاج التي قدمها الإسلام لعلاج البطالة في المجتمعات المسلمة ومنها المجتمع الفلسطيني ضرورة التركيز قبل وضع خطط التنمية أن يتم تحديد الأهداف الأساسية للتنمية، والعلاقات الرئيسية بين الموارد والاستخدامات والقرارات الملزمة لتوجيه الخطة، والاستمرار في عملية متابعه نتائج الخطة وتعديلها في اتجاه بلوغها أهداف الخطط التنموية. (بدران: 2005م، ص89)

ثامناً: تنمية روح المبادرة والريادة لدى العاطلين عن العمل من الشباب:
من الأساليب الملائمة لعلاج البطالة في المجتمع الفلسطيني ضرورة العمل على تعزيز وتنمية روح المبادرة وتنشئة الشباب على تحمل مخاطر إنشاء مشروعات جديدة خاصة بهم، وتعلمهم حرف واكتسابهم لمهارات جديدة. والبعد عن العشوائية والعفوية التي تحيط بهم. ويحتاج المجتمع الفلسطيني هنا إلى ضرورة توفر مناخ حاضن وداعم، ونظام تعليمي قادر على تنمية هذه الروح لدى الشباب، وتوفر له المكونات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والنفسية التي تتطلبها ممارسة الأعمال الحرة. وإقامة المشاريع الصغيرة وإدارتها بنجاح. (مخيمر: 2005م، ص84). وهو ما يسمى بالتنمية الذاتية وتنمية القدرات لدى الإنسان والعمل على إيجاد حاضنات لتبني أفكار هؤلاء الشباب.
تاسعاً: الاستخدام الرشيد للموارد المتاحة في المجتمع الفلسطيني:
أي عملية إنتاجية لكي تنجح تحتاج إلى 6 موارد أساسية وهي عناصر الإنتاج ويطلق عليها (M,s 6) وتتمحور في المال والأيدي العاملة والسوق والآلات والمعدات والإدارة السليمة. هذه العناصر موجودة في المجتمع الفلسطيني بالرغم من ضيق المساحة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وحتى تستغل هذه الموارد بشكل جيد يلزم ما يلي:
قال تعالى ((الله الذي خلق السموات والأرض وانزل من السماءٍ ماء فاخرج به من التمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار واتاكم من كل ما سألتموه وان تعدو نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار)) سورة إبراهيم، أية 32.
من الآية السابقة يتضح الآتي:
الموارد هي ملك لله وللأفراد حق ملكيته الانتفاع، ويجب عند الانتفاع بها إن نلتزم بشريعة المالك الحقيقي لها وهو الله.
عدم العمل على تعطيل هذه الموارد بأي حال من الأحوال، سواء بالإهمال أو غيره.
عدم الإسراف في استخدام هذه الموارد حتى لا يؤدي إلى تقليل المنافع فيها.
لا يجوز اخذ الموارد التي تحقق منفعة عامه أو احتكارها لأنها وجدت دون جهد للإنسان. (عبدالعال: 1994م، ص1347).
الاستخدام السيئ لهذه الموارد سبب رئيسي في انخفاض مستوى النشاط الاقتصادي ومن ثم انخفاض مستوى التشغيل في المجتمع الفلسطيني وبالتالي زيادة البطالة.
العمل على تنمية هذه الموارد وذلك بالاهتمام بالقطاعات الاقتصادية المختلفة سواء الزراعية أو الصناعية أو الخدمية أو التجارية.
عاشراً: حسن إدارة الوقت:
أغلب مسلمين اليوم يسيئون إدارة أوقاتهم، بالرغم من نظرة الإسلام إلى الوقت وإعطاءه أهمية كبيرة، فتضييع الشاب العاطل عن العمل لعمرة ووقته وهو ينتظر فرصة العمل التي تتناسب مع المواصفات التي يضعها ومع مؤهله العلمي الذي حصل عليه ويترقب ويكون قد ساهم في إهدار لطاقته التي يحتاج إليها المجتمع،ومن تم يحرم المجتمع منها.
إحدى عشر: استخدام الطاقات المعطلة في المجتمع الفلسطيني:
وذلك عن طريق قيام القطاع الخاص باستخدام الطاقات المعطلة لديها من خلال تشغيل المصانع المتوقفة، أو رفع نسبة تشغيل المصانع الحالية مع الأخذ بعين الاعتبار إن هكذا قرارات تحتاج إلى مناسبة المناخ الاقتصادي الاستثماري لتصريف المنتجات بالإضافة إلى استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي في فلسطين.
اثني عشر: موافقة وملائمة فلسفة التعليم العالي في الجامعات والمعاهد الفلسطينية مع سوق العمل:
ويتم ذلك بفتح التخصصات التي يحتاج لها سوق العمل الفلسطيني والبعد عن التخصصات التي بها ارتفاع في نسبة العاطلين عن العمل. والجدول التالي يوضح مساهمة خريجي الجامعات والمعاهد الفلسطينية في القوى العاملة ومعدل البطالة بينهم.

جدول رقم (6)
يوضح نسبة البطالة في صفوف خريجي الجامعات والمعاهد الفلسطينية
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
يلاحظ من الجدول السابق إن البطالة تبلغ 71% من بين جملة المؤهلات العلمية سواء المهنية أو الدبلوم المتوسط أو درجة البكالوريوس مما يستدعي إعادة نظر في برامج هذه المؤسسات العلمية ومدى مناسبتها لسوق العمل.
ثالث عشر: قيام رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال بمسئولياتهم تجاه المجتمع الفلسطيني:
يحتم الدين الإسلامي على رجال الأعمال وغيرهم من العمل على محاصرة البطالة من جميع جوانبها بأي أسلوب يرونه ملائما يسهم وبحسم وبفاعليه في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، التي يؤدي إلى انحرافات الشباب من الخريجين. وهذا الأمر ليس تبرع منهم أو تجمل بل هو من باب أداء فريضة دينية معروفة في الإسلام. استنادا لقولة تعالى (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ( سورة أية، وقول نبيه ( “إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه”. (الزواوي: 2004م، ص160).
رابع عشر: التشجيع على الادخار وتحويل هذه المدخرات إلى الاستثمارات:
الادخار هنا لا يعني حبس المال وكنزه، حيث نهى رسول الله ( عن ذلك، وهذا المنع أو الحبس للمال يخالف تعاليم الله والرسول (. قال تعالى (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ( (التوبة:34). وتوعد الله من يفعل ذلك في قوله تعالى (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ( (التوبة:35). كما قال (: “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول احدهما: اللهم أعط منفقاً خلفا، ويقول الأخر: اللهم أعط ممسكا تلفا” (عبدالعال: 1994م، ص172). من هنا يتضح إن الإسلام قد عمل على تشجيع الاستثمار وتنمية قدرات إدارية وبشريه قادرة على تحقيق التنمية بكافة أشكالها. ومن تم النهوض بالأمة الإسلامية.
وأخيرا حتى تنجح هذه الآليات المستقاة من كتاب الله وسنة رسوله ( يحتاج المجتمع الفلسطيني إلى الأتي:
شكل رقم (2)
يوضح مقومات نجاح تحدى البطالة في المجتمع الفلسطيني عند إتباعه لآليات علاجها في الإسلام

جردت بواسطة الباحثة
من الشكل السابق يتضح مدى احتياج المجتمع الفلسطيني إلى التكافل والتعاون بين الحكومة والشعب والأيدي العاملة التي لا تجد لها عمل مع الإدارة الناجحة والفكرة والتمويل والتسويق والتدريب للقضاء على البطالة في المجتمع حسب ما رأته الشريعة الإسلامية اعتمادا لقوله تعالى (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى( (المائدة:2). وقال عليه الصلاة والسلام “مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمى”.

المبحث الرابع
النتائج والتوصيات
النتائج:
من خلال الدراسة السابقة تم التوصل إلى النتائج الآتية:
أولاً: النتائج المتعلقة بتعريف البطالة في الفكر الوضعي والإسلامي:
اتضح للباحثة أن هناك فرق بين التعريف الوضعي للبطالة وتعريف الإسلام لها حيث ركز التعريف الوضعي على أنها القدرة والرغبة في العمل مع عدم وجود فرصة عمل يعتبر هذا الفرد من البطالة، أما الإسلام فضيق باب التعريف حيث رأى إن كل من عجز عن الكسب لمرض أو عته أو جنون فهو من البطالة.أما من يستطيع العمل فلا يجد عمل فيقع على عاتق المجتمع الذي يعمل به استغلال الموارد المتاحة لديه.
قد وضع القران الكريم والسنة النبوية آليات علاجية لمشكلة البطالة تناسب روح العصر الحديث وطبيعة المجتمع الفلسطيني وظروفه الخاصة.
ثانياً: النتائج المتعلقة بآليات الإسلام في علاج البطالة:
تعتبر الزكاة والقرض الحسن من مصادر التمويل التي تساهم في خلق فرص عمل يجب على المجتمع الفلسطيني العمل على الاستفادة بالصورة الصحيحة منها.
عند حساب الزكاة على الناتج المحلي للقطاعات الاقتصادية المختلفة اتضح إن الزكاة على الناتج المحلي لهذه القطاعات تشكل مصدر من مصادر التمويل التي من الممكن إن تساهم في دعم وتمويل المشاريع الصغيرة.
إن المشروعات الصغيرة من أكثر الآليات التي تناسب خريجي الجامعات والمعاهد والأفراد الذين ليس لديهم مهنة للتقليل من نسبة البطالة بين صفوفهم.
من آليات العلاج المناسب في فلسطين إحياء الأراضي الموات وخاصة الأراضي المحررة من الاستيطان الإسرائيلي.
تشجيع الإسلام لرجال الأعمال والمستثمرين على محاصرة البطالة من جميع جوانبها بأي أسلوب يرونه ملائم يعمل على القضاء على البطالة.
محاربة الإسلام للاكتناز من الوسائل التي لها دور فعال في محاربة البطالة حيث عمل على توجيه المدخرات إلى الاستثمار ومن تم خلق فرص عمل للعاطلين عن العمل.
ثالثاً: النتائج المتعلقة بالفرد العاطل عن العمل في المجتمع:
هناك حاجه لوجود برامج تدريبية تمنح العمال العاطلين عن العمل حرف أو مهارات جديدة تساعدهم على إيجاد فرص عمل لهم.
ضرورة عدم انتظار العاطل عن العمل لوظيفة مناسبة له بل أي وظيفة يجدها يجب العمل بها.
توصلت الدراسة إلى ضرورة العمل على تنمية روح المبادرة والريادة لدى العاطلين عن العمل ومحاربة الإتكالية لديهم.
رابعاً: النتائج المتعلقة بالمجتمع الفلسطيني لنجاح هذه الآليات:
لنجاح علاج البطالة في المجتمع الفلسطيني تحتاج إلى تفاعل عديد من العناصر أهمها الحكومة والشعب والعمال والمال والتسويق ما يسمى بالتنمية بالمشاركة..
التركيز على موافقة وملائمة فلسفة التعليم في الجامعات الفلسطينية مع متطلبات سوق العمل الفلسطيني، حيت تقلل من نسب البطالة.
الحاجة للتخطيط السليم قبل البدء بوضع خطط تنموية والعمل على التنسيق بين الموارد والقرارات اللازمة لتوجيه هذه الخطط.

التوصيات:
توصي هذه الدراسة ضرورة قيام المؤسسات العامة والخاصة الأهلية بدورها تجاه العاطلين عن العمل وتشجيعهم بخلق فرص عمل لهم.
تنصح الجهات المختصة بإعطاء دورات تدريبية وأن يكون هناك برامج للتدريب تهدف إلى خلق فرص عمل لمساعدة العمال العاطلين عن العمل في إن يكونوا من أصحاب المشاريع الصغيرة.
ترى هذه الدراسة بأن توجه الزكاة نحو دعم هؤلاء الشباب ومساعدتهم على خلق فرص عمل لهم. من خلال تقديم أموال لهم لفتح مشاريع.
تنصح هذه الدراسة المعنيين في المجتمع الفلسطيني بضرورة التركيز على افتتاح مشاريع صغيرة كأسلوب أثبت نجاحه في كثير من دول العالم المتقدم.
إعطاء الأراضي غير المستصلحة في الضفة الغربية وقطاع غزة للشباب العاطل عن العمل لاستصلاحها سواء بالزراعة أو بناء منشات عليها لفترة زمنية محددة.
ضرورة قيام المجلس التشريعي لسن قوانين تنظم الزكاة وتجبر الشركات على إخراجها.
الاهتمام بإعطاء الشباب العاطل عن العمل لدورات لخلق روح المبادرة لدية وتحمل مخاطر افتتاح مشاريع له، بالإضافة إلى دورات في أساليب الإدارة الحديثة لضمان نجاح المشاريع ولدورات في إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية.
توجيه مدخرات الشعب نحو الاستثمار في مشاريع تخلق فرص عمل لهؤلاء الشباب.
ضرورة وجود قاعدة بيانات معلوماتية تستفيد منها الجامعات والمعاهد عند افتتاح برامجها الأكاديمية لضمان تناسب هذه البرامج مع احتياجات سوق العمل الفلسطيني.
تركيز وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على تشجيع الشباب على التوجه نحو العمل المهني والحرفي حتى يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم بالإضافة إلى العمل على محاربة النظرة المنقوصة لأصحاب الحرف.
تنصح الدراسة المصارف الإسلامية ومؤسسات التمويل بضرورة إعطاء قروض حسنة بضمانات بسيطة للشباب حتى يتمكنوا من إيجاده عمل لهم.
ضرورة تبني المؤسسات الأكاديمية لحاضنات لأفكار الشباب لمساعدتهم في تحويل هذه الأفكار إلى واقع ملموس يصب في خدمة الشباب والمجتمع.
شكرا

اعداد : الدكتورة / إباء طلال

مديرة فرع أكاديمية الشماع للعلوم البشرية والتطوير الذاتى والإستشارات .. بالقدس

86 Comments

  • site / نوفمبر 1, 2019 في 4:08 ص

    We’re a group of volunteers and starting a new scheme in our community.
    Your web site offered us with valuable information to work on. You’ve done an impressive job and our whole community
    will be thankful to you.

    رد
  • mysite / نوفمبر 8, 2019 في 7:58 ص

    Attractive section of content. I just stumbled upon your web site
    and in accession capital to claim that I get actually
    loved account your weblog posts. Any way I’ll be subscribing
    for your augment and even I success you access constantly fast.

    رد
  • AffiliateLabz / فبراير 15, 2020 في 9:20 م

    Great content! Super high-quality! Keep it up! 🙂

    رد
  • http://go.com / مايو 15, 2020 في 6:37 م

    Heya i’m for the first time here. I came across this
    board and I find It truly useful & it helped me out much.
    I hope to give something back and help others like you helped me.

    رد
  • erotik izle / نوفمبر 13, 2020 في 1:15 م

    I enjoy reading through and I believe this website got some genuinely utilitarian stuff on it! . Salli Wendell Center

    رد
  • erotik / نوفمبر 13, 2020 في 4:23 م

    Hello. This article was extremely remarkable, especially since I was looking for thoughts on this issue last Friday. Joelle Griff Fenelia

    رد
  • sikis izle / نوفمبر 13, 2020 في 11:29 م

    I have been checking out some of your stories and i can claim clever stuff. I will surely bookmark your blog. Andy Way Hermy

    رد
  • erotik izle / نوفمبر 14, 2020 في 2:35 ص

    Simply wanna admit that this is handy , Thanks for taking your time to write this. Salli Roderigo Dorie

    رد
  • sikis izle / نوفمبر 14, 2020 في 11:00 ص

    This is my first time visit at here and i am in fact pleassant to read all at one place. Charmane Georgy Foushee

    رد
  • erotik izle / نوفمبر 14, 2020 في 8:57 م

    I think the admin of this web site is genuinely working hard in favor of his web page, as here every material is quality based data. Costanza Wright Dweck

    رد
  • sikis izle / نوفمبر 15, 2020 في 6:29 ص

    I really enjoy the article post. Much thanks again. Really Cool. Hanni Royce Anna-Diana

    رد
  • sikis izle / نوفمبر 15, 2020 في 2:15 م

    Enjoyed every bit of your article. Really looking forward to read more. Cool. Marielle Maynord Rann

    رد
  • erotik izle / نوفمبر 15, 2020 في 5:10 م

    Utterly written subject material , regards for information . Caria Antonio Joktan

    رد
  • erotik / نوفمبر 16, 2020 في 4:31 ص

    Very good post. I am experiencing a few of these issues as well.. Aidan Chevalier Olpe

    رد
  • erotik izle / نوفمبر 17, 2020 في 4:32 ص

    Deference to op , some superb selective information . Lyda Ruperto Allegra

    رد
  • erotik izle / نوفمبر 17, 2020 في 10:18 م

    I really like reading through an article that can make men and women think. Also, thank you for permitting me to comment. Marika Rolf Borroff

    رد
  • film / نوفمبر 18, 2020 في 7:26 ص

    I really enjoy examining on this website , it has got fine stuff . Zandra Rudie Jocko

    رد
  • sikis izle / نوفمبر 19, 2020 في 6:14 ص

    Hi mates, its great post regarding tutoringand entirely defined, keep it up all the time. Licha Osbourn Adel

    رد
  • film / نوفمبر 19, 2020 في 6:20 م

    I like the helpful info you provide in your articles. Perla Corbie Borden

    رد
  • film / نوفمبر 21, 2020 في 7:57 ص

    This piece of writing gives clear idea designed for the new visitors of blogging, that actually how to do running a blog. Manon Cornie Elwina

    رد
  • film / نوفمبر 22, 2020 في 8:30 م

    I do not even understand how I ended up here, but I thought this post was great. Pat Natty Clein

    رد
  • film / نوفمبر 25, 2020 في 5:17 ص

    My brother recommended I might like this web site. He used to be entirely right. Cynthea Lazar Sholes

    رد
  • film / نوفمبر 29, 2020 في 2:44 ص

    I am sure this post has touched all the internet visitors, its really really good post on building up new blog. Grazia Aharon Weinhardt

    رد
  • film / نوفمبر 29, 2020 في 2:12 م

    Major thankies for the article. Really thank you! Much obliged. Adelina Tabby Horatia

    رد
  • film / ديسمبر 5, 2020 في 1:33 ص

    Im thankful for the article post. Really looking forward to read more. Really Cool. Gretta Araldo Riana

    رد
  • sikis izle / ديسمبر 9, 2020 في 1:57 ص

    Hi there friends, pleasant paragraph and good arguments commented at this place, I am really enjoying by these. Mozelle Brendan Bazar

    رد
  • erotik / ديسمبر 9, 2020 في 6:46 ص

    I have been examinating out a few of your articles and i can claim pretty good stuff. I will surely bookmark your website. Sheeree Jordon Harland

    رد
  • porno / ديسمبر 9, 2020 في 8:21 ص

    Im grateful for the blog article. Really looking forward to read more. Awesome. Mozelle Wilt Meeker

    رد
  • erotik / ديسمبر 9, 2020 في 10:49 ص

    I savour, result in I found just what I was taking a look for. Aurelia Cecilius Belloir

    رد
  • erotik / ديسمبر 9, 2020 في 1:50 م

    I have been reading the posts, and I pretty much agree with what Mary said. Lucilia Donnell Claudio

    رد
  • sikis izle / ديسمبر 9, 2020 في 5:16 م

    I am really grateful to the holder of this web site who has shared this wonderful piece of writing at here. Natty Gavan Kalb

    رد
  • erotik / ديسمبر 9, 2020 في 8:29 م

    I think the admin of this site is genuinely working hard in favor of his website, for the reason that here every material is quality based stuff. Lorinda Shaughn Martina

    رد
  • maseczki z filtrem / ديسمبر 27, 2020 في 9:51 ص

    I’m extremely pleased to discover this website. I wanted to thank you for ones time just for this fantastic read!! I absolutely enjoyed every part of it and i also have you bookmarked to see new stuff in your site.

    رد
  • maseczki jednorazowe / ديسمبر 28, 2020 في 9:12 ص

    Thanks for the suggestions you have shared here. Something else I would like to express is that laptop or computer memory specifications generally increase along with other advances in the engineering. For instance, if new generations of processor chips are brought to the market, there is certainly usually a similar increase in the size preferences of all computer system memory and hard drive space. This is because software program operated simply by these processor chips will inevitably increase in power to take advantage of the new technology.

    رد
  • yify / يناير 12, 2021 في 6:15 م

    You are my inhalation, I have few blogs and infrequently run out from brand . Actions lie louder than words. by Carolyn Wells. Marla Connor Riha

    رد
  • bedava / يناير 12, 2021 في 11:02 م

    I appreciate you sharing this blog post. Much thanks again. Fantastic. Larina Kenn Tiler

    رد
  • izle / يناير 13, 2021 في 4:12 م

    Hello. This article was really interesting, particularly since I was looking for thoughts on this subject last Monday. Dianemarie Garfield Carlynne

    رد
  • film izle / يناير 14, 2021 في 2:44 ص

    What a material of un-ambiguity and preserveness of valuable familiarity on the topic of unexpected feelings. Channa Husain Florian

    رد
  • filmi izle / يناير 17, 2021 في 12:59 ص

    Ahaa, its pleasant discussion on the topic of this post at this place at this web site, I have read all that, so at this time me also commenting here. Christina Killian McCartan

    رد
  • hd film izle / يناير 17, 2021 في 8:54 م

    I have read so many articles on the topic of the blogger lovers however this paragraph is in fact a good piece of writing, keep it up. Onida Shep Abell

    رد
  • filmi izle / يناير 18, 2021 في 12:49 ص

    I believe you have noted some very interesting points, thank you for the post. Juliana Conney Barb

    رد
  • filmi full izle / يناير 18, 2021 في 6:48 م

    Incredible points. Outstanding arguments. Keep up the good spirit. Malanie Ches Adlay

    رد
  • erotik izle / يناير 21, 2021 في 2:57 م

    I love this! I love your writing! I hope one day I can reach your level. Tiff Ludwig Vivianne

    رد
  • altyazili / يناير 29, 2021 في 6:12 م

    You made several fine points there. I did a search on the topic and found mainly people will have the same opinion with your blog. Katheryn Al Westbrooke

    رد
  • access / يناير 30, 2021 في 4:04 ص

    Great article! We will be linking to this great content on our site. Keep up the good writing. Mariellen Uri Funda

    رد
  • access / يناير 30, 2021 في 10:42 ص

    Thanks for fantastic info I was looking for this info for my mission. Milicent Briano Giefer

    رد
  • access / يناير 30, 2021 في 12:15 م

    Just wanna input on few general things, The website layout is perfect, the articles is very superb : D. Cornela Conan Billmyre

    رد
  • dublaj / يناير 30, 2021 في 1:21 م

    Wow, fantastic weblog layout! How long have you ever been running a blog for? you make running a blog glance easy. The full glance of your web site is excellent, as well as the content! Karolina Alberto Venn

    رد
  • dublaj / يناير 30, 2021 في 9:12 م

    At Consulting WP we take executable strategies like harvesting great ideas from employees and suggest that our clients use them in building profitable, growing businesses. Kristel Elwin Jennee

    رد
  • netflix / فبراير 6, 2021 في 11:32 ص

    I was extremely pleased to uncover this web site. I want to to thank you for ones time just for this wonderful read!! I definitely appreciated every bit of it and I have you saved to fav to check out new information on your blog. Brana Hansiain Gentille

    رد
  • best thyroid medications / فبراير 15, 2021 في 10:56 ص

    Thanks for your suggestions. One thing I’ve noticed is the fact that banks as well as financial institutions really know the spending routines of consumers as well as understand that many people max away their own credit cards around the vacations. They sensibly take advantage of this particular fact and begin flooding your own inbox as well as snail-mail box along with hundreds of Zero APR credit card offers right after the holiday season finishes. Knowing that if you’re like 98% of all American open public, you’ll leap at the opportunity to consolidate credit debt and move balances to 0 annual percentage rates credit cards. feeeegj https://thyroidmedi.com – best thyroid medications https://thyroidmedi.com/

    رد
  • erotik / فبراير 16, 2021 في 1:17 م

    My VENKATESH my pgecet rank 301,suggest best clg and course in EEE. Nelie Leonidas Burkitt

    رد
  • turkce / فبراير 16, 2021 في 4:26 م

    Incredible! This blog looks exactly like my old one! Benita Thatcher Miran

    رد
  • best CBD oil for pain / فبراير 17, 2021 في 9:37 ص

    An impressive share! I’ve just forwarded this onto a friend who has been conducting a little
    homework on this. And he actually bought me dinner simply because I found
    it for him… lol. So let me reword this…. Thank YOU
    for the meal!! But yeah, thanx for spending time to discuss this matter here on your blog.

    رد
  • meubels monteren / يوليو 14, 2021 في 2:39 ص

    thanks, very interesting 🙂

    رد
  • türkçe dublaj / نوفمبر 11, 2021 في 3:07 ص

    There is certainly a great deal to find out about this subject. I love all of the points you have made. Kimberley Dmitri Bronez

    رد
  • film izle / أبريل 3, 2022 في 8:30 م

    Asking questions are in fact good thing if you are not understanding anything entirely, except this paragraph provides fastidious understanding even. Prince Cooney

    رد
  • film izle / أبريل 4, 2022 في 7:19 ص

    Because the admin of this web site is working, no question very quickly it will be well-known, due to its quality contents. Bruno Connors

    رد
  • film izle / أبريل 6, 2022 في 9:16 ص

    There is certainly a great deal to learn about this issue. I like all the points you made. Willard Foulks

    رد
  • film izle / أبريل 6, 2022 في 5:31 م

    Everything is very open with a really clear description of the issues. Mason Seemann

    رد
  • film izle / أبريل 12, 2022 في 11:43 ص

    Enjoyed every bit of your blog. Really thank you! Want more. Lorenzo Nisly

    رد
  • film izle / أبريل 12, 2022 في 5:38 م

    Some really quality articles on this web site , bookmarked. German Bierlein

    رد
  • film izle / أبريل 14, 2022 في 9:21 م

    Dr. Chang thank you for taking the time to respond and for clarifying your position. I found it very helpful. Levi Posnick

    رد
  • נערות ליווי במרכז / أبريل 17, 2022 في 1:26 م

    Right here is the perfect webpage for everyone who would like to understand this topic. You understand a whole lot its almost tough to argue with you (not that I really will need toÖHaHa). You certainly put a fresh spin on a subject that has been discussed for a long time. Wonderful stuff, just excellent!

    رد
  • Aegean College / أبريل 25, 2022 في 11:39 ص

    It’s wonderful that you are getting thoughts from this post as well as from our argument made at
    this place.

    رد
  • porno / أبريل 25, 2022 في 12:31 م

    Hello. This article was extremely fascinating, particularly since I was searching for thoughts on this issue last Thursday. Walker Donchatz

    رد
  • porno izle / أبريل 27, 2022 في 8:50 ص

    Pretty! This was an incredibly wonderful article. Thanks for supplying this info. Arden Roeber

    رد
  • turkce dublaj filmler / مايو 26, 2022 في 7:28 م

    What a material of un-ambiguity and preserveness of valuable familiarity on the topic of unexpected feelings. Joan Macioce

    رد
  • bets10 giris / مايو 28, 2022 في 12:07 ص

    Very good post. I am dealing with a few of these issues as well.. Connie Weerts

    رد
  • sikis izle / مايو 30, 2022 في 12:17 م

    Wow, this post is fastidious, my sister is analyzing these kinds of things, so I am going to let know her. Bert Schnell

    رد
  • türkçe dublaj film izle / يونيو 9, 2022 في 3:16 ص

    I really liked your blog post. Really thank you! Fantastic. Rodrigo Karratti

    رد
  • kacak bahis siteleri / يونيو 23, 2022 في 1:33 ص

    Excellent post. I am facing a few of these issues as well.. Sydney Rauscher

    رد
  • kacak bahis siteleri / يوليو 9, 2022 في 5:23 ص

    YoO kid dat hard work got u going man.. Dats sOm mOtivation fOr maself fam.. lota respek man. Ambrose Norwell

    رد
  • watch series / يوليو 11, 2022 في 5:03 ص

    This is in all likelihood the win out over essence i own seen so far. Joan Gellis

    رد
  • sikis izle / يوليو 16, 2022 في 9:20 م

    Thanks so much and I am taking a look forward to touch you. Malcolm Berent

    رد
  • liseli / يوليو 18, 2022 في 6:58 ص

    I pay a visit day-to-day a few blogs and blogs to read articles, except this web site offers quality based articles. Cyril Klimaszewski

    رد
  • porno izle / يوليو 19, 2022 في 9:34 ص

    You can definitely see your enthusiasm within the article you write. Kendrick Clute

    رد
  • porno / أغسطس 7, 2022 في 11:11 ص

    Wonderful article! We will be linking to this great article on our site. Keep up the good writing. Phillip Aberle

    رد
  • eskort bayan / أغسطس 8, 2022 في 6:56 ص

    Hello. This article was extremely motivating, particularly since I was investigating for thoughts on this subject last week. Jerold Ashmen

    رد
  • viagra / أغسطس 10, 2022 في 6:24 م

    Hola, me has animado a coser. Gracias. Eres genial, lo de la libreta Premio. Milo Frutiger

    رد
  • viagra / أغسطس 13, 2022 في 4:15 ص

    I cannot thank you enough for the blog post. Much thanks again. Great. Luther Hughes

    رد
  • דירה דיסקרטית ברמת גן / أغسطس 20, 2022 في 4:02 ص

    You ought to take part in a contest for one of the finest websites on the internet. I will highly recommend this web site!

    رد
  • bumblebee izle / ديسمبر 8, 2022 في 7:30 م

    Very good post! We are linking to this particularly great post on our site. Keep up the good writing. Freddy Trout

    رد
  • alita izle / ديسمبر 8, 2022 في 7:51 م

    I have recently started a website, the information you provide on this web site has helped me greatly. Thanks for all of your time & work. Clint Caprio

    رد
  • black adam izle / ديسمبر 8, 2022 في 9:53 م

    I just like the helpful information you supply for your articles. Mitchell Estis

    رد
  • Super HOt Webcam teen Masturbatingon Live Webcam / أبريل 9, 2023 في 4:44 م

    These aree truly enormous ideazs in regarding blogging.
    You have touched some good points here. Any wway keep up wrinting.

    رد